مــا اصعب تلك اللحظات تلك التي تَــــعْزُم فــيها على اتخاذ قرار , يؤلمك لكنه صائب , يحزنك لمدة طويلة , إلى أن تعتاد الحزن , ينفجر قلبك تعبا في أول الأمر, و يتوقف عقلك من كثر التفكير , تتعود كل شيء شيئا فشيئا , إلى أن تنسى أخيرا الشيء الذي تعودت عليه .
اليوم .......قررت أن اكشف كل أوراقي على ورقة الكتابة لا على الطاولة , قررت الرحيل ,قررت النسيان , قررت الهروب , الهروب من حب أصبح يخيفني , قررت تغيير حياتي , حياه جديدة , أكون لوحدي , بعدما أضعت قبلك أشياء و اليوم جاء دورك أنت , لا أجيد المحافظة على أشيائي ربما , و ربما هم من لا يجدون المحافظة عليا , اليوم أدركت لا شيء يدوم في هذه الدنيا, نحن في وطن لا يعترف بالحب , و المشاعر , و لا بأحلام امرأة متمردة,و أبناء وطن اقسي من الوطن مرات , يعيشون معنا الحب لفترة مؤقتة , إلى أن يصل اجله , يخترعون الحجج و المسببات ليغلطونا فيهم , فتكون النهاية ,و نحن من صنع الغلط , بعدها يتركوننا وراءهم ذكرى تشعرهم فخرا , و لنا ذكرى تمزقك الأوجاع ..
لم يعد يعني لهم جوهر الإنسان شيئا ,ولا الجوارح و أهازيج الروح و تعابير النفس بالكلمات الغير مسموعة , المهم بنظرهم , كم من اثر جرح تركوا, و كم قلب كسروا, و كم من فم جردوه من ابتسامته , و إلى أي مدى أتقنوا فن الخداع و التلاعب, نقدِرُ ظروفهم و نصنع لهم الأعذار , و نحن في الأصل غير مقتنعين بها , فيزداد تماديهم و إصرارهم على إذلالنا, و تحسيسنا بالضعف , لن اسمح بهذا معي أنا تحديدا ...
حتى القبلات لم يعد لها ذوق , و ربما قد يُنسيَ ذلك الفمُ الذي بُرع يومٌ في تقبيله, بَعد الاتِهام بأن كلَ شَئ عادي, و الذِكريَات قد تُنسى بسرعة وصول ضوء الشمس إلى الأرض , بعد التجاهل , الإهمال ,وعدم الاكتراث , تلك الأمكنة التي تواجدنا فيها , ستصبح مكانكَ معَ غيري , في عِلاقة جَديدة ستفشل في الأخير , و الجدران ستشهد على قُبل أخرى , و نُهديها, و عَقْد آخر , و دموع أخرى على ثوب أخر , كما شَهِدت على علاقة طواها الزمن و الأنانية , سـتنسيك فتاتكَ المُستقبليَة من أكون , طلاءها الأسود فوق أظافرها سيغريك,وستنجح في إغماض عيونكَ كليا , فأنت لا ترى شيئا و عيناك مغمضتين من المتعة,و العَرقُ ينصب منكَ, ستقول لكَ احبك , تبادلها قبلا على الهاتف, تسهر الليل لتكلمها بصوت مرتَفع , تحبكَ و تُحبها احتمال معدوم ,ستهتم بها ,تشترى لها الورود الحمراء, ترضيها بهدايا في كل خصام سيكون ....عجبا تفارقنا لمجرد عدم اهتمامك, و غدا تسعدها بما حرمتني !!!!!!!ربما كما قالت أختي التي لا تستلطفها ," كلما أعارت المرأة الرجل اهتماما كلما داس هو عليها " .... هي لن تغار عليكَ , لن تبحث وراءكَ ,باردة متصنعة في كلامها و مشاعرها, ستكتُبُ عنهَا,و لن تكتب عنكَ , ستتعود على هذا ....
كلُ شيء سيكونُ عادي بالنسبة لكَ ,أكون معكَ أو مع غيرك , أو لا أكون , تكون لغيري حبا , تعيد نفسَ التجربة في نفس المكان عادي , احبك , ثم اكرهك , ثم اعبُدكَ ثم ألعنكَ,كل الأحتمالات مباحة و كل شئ عادي .....قُلتها أنتَ
لا أنكر أني احبك ومتألمة لفراقنا , و غير مُصدقة أننا أصبحنا في خبر كان , سأتعود وأُدخل إلى عقلي أمر أن لكل منا حياته الخاصة , لا يوجد ما يجمعنا بعد اليوم.....
صعب أن نبتعد عن من نحب لمجرد الشعور أننا لم نعد نعنى لهم شيئا , لكن اعرف انه القرار الصائب ,لم يكن بوسعي احتمال برودتكَ أكثر, مع أننا طِوال الشهر الأخير كنا معا بمجرد الكلام ..... لننتهي اليوم , بلا سبب استثنائي , اكره النهايات العادية أو اي شئ عادي...
القادم سيكون مُفرح , مُسلي ,دائم ليس بالمُؤقت و هذا ما سيُصبرني ,أمل جميل , حرمت منك و من الثلاثة , لكن سأُعوض بما هو أحسن, فيما يخص دراستي ,عملي , و مستقبلي ... لن أترك لكَ المجال لتُذكرني بشكوككَ و اعتقاداتكَ التي لا أساس لها من الصحة, فانا َبنت أُصل لا تخون عهودها .
قلتُ انتهينا , اقسمتُ ثلاث اني لن اعود الى هواكَ, سألتُ نفسي هل هذا من قلبي , التزمت الصمتَ , فسألت دموع عيني كحبات اللؤلؤ علي خدي تلمع, اخفي ما هو ظاهر ,واكتم بهمس ما في النفس, ارتعشت أطرافي .معبرة بلغة الحواس علي ما أتخذت من قرار في أشتباكنا العاطفي الاخير الذي كان ردا لتجاهلكَ....رُحلت و تحدَيت اهمالك و برودَتكَ ,ولم تبقي لنا الا الذكري... .. واحكي يا شهرزاد عن قصة عشقنا الغير مختلفة ..